احبتى فى الله والاخوه الكرام
كان يا مكان..... كان الآن
معاكم اخوكم عادل الغلبان: الراجى عفو ورضا الرحمن :صلاة وشفاعة المختار العدنان
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..
إخوانى في الله
يقول الله سبحانه وتعالى فى سوره النساء
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)
سوف ابحر معكم فى رحاب هذه الايه لانها تهم كل مسلم لانها تخص اعظم شئ فى حياتنا ألا وهى الصلاه التى نتواصل بها مع الله سبحانه ونقضى حواجئنا من خلالها وبسم الله نبدأ
كأن المؤمن مطالب بألا يسوف ويؤخر الصلاه عن وقتها ..
وأن يذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبه ..
وذلك لتكون الصلاه دائما فى بؤره شعور الانسان.
بل ان المؤمن مطالب بذكر الله حتى وهو يسايف عدوه وينازله ...
فهو يحمل السيف ولسانه رطب بذكر الله ويقول :
( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم )..
والانسان حين يسبح الله حتى وهو فى حاله الاشتباك مع العدو لا ينساه الله.
والمؤمن قد يؤخر الصلاه فى حاله الاشتباك مع العدو والالتحام به ولكن عليه ان يدفع قلبه ونفسه الى ذكر الله .ففى وقت الصلاه يكون مع ربه فليذكره قائما وقاعدا وفى كل حال .
وبعد ان يطمئن المسلم لموقفه القتالى فليقض الصلاه .
وانه لا يترك ربه ابدا بل وهو فى الحرب يكون ذلك منه اولى ..ليه ..؟
لانه فى حاله الاحتياج اليه سبحانه .والقتال يدفع المؤمن الى الاستعانه بربه ..
واذا كان المسلم يعرف ان الله فى اوقاته تجليات ..فلا يحرمن واحد نفسه من هذه التجليات فى اى وقت ...
وذكر الله يقرب العبد من مولاه ...فسبحانه مع عبده اذا ذكره ..
فان كان الانسان مشبعا بالاطمئنان وقت الخوف والقتال فليذكر الله ليدعم موقفه بالقوه العليا.
وقوله الحق: ( فاذا اطمأننتم فأقيموا الصلاه.):
اى اذا انتهى الاشتباك القتالى فعلى المؤمن ان ينتقل من ذكر الله اثناء الاشتباك الى الصلاه التى حان ميقاتها أثناء القتال .
فقد كان ذكر الله وقت الاشتباك من اجل ألا يضيع وقت الصلاه بلا كرامه لهذا الوقت .
وبلا كرامه للقاء العبد مع الرب. ولماذا كل ذلك ؟
أتى القول الفصل : (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) .
وقد اوضح لنا الحق صلاه الخوف . وشرع سبحانه لنا ذكره اذا ما جاء وقت الصلاه فى اثناء الاشتباك القتالى واذا ما اتفق توقيته مع وقت الصلاه .
وشرحت لنا سنه النبى صلى الله عليه وسلم فى اثناء السفر ..
لماذا كل ذلك ؟
لان الصلاه فرض لا غنى عنه على الاطلاق (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) .
اى الصلاه لها وقت .
ولا يصح ان يفهم احد هذا المعنى على كيفه كما يفهمه البعض .
بأن صلاه الظهر على سبيل المثال وقتها ممتد من الظهر الى العصر ..
وصحيح ان الانسان اذا عاش حتى يصلى الظهر قبيل العصر فانها تسقط عنه ..ولكن ماذا يحدث لو مات العبد وقد فات عليه وقت يسعها ؟؟
اذن فقد أثم العبد ومن يضمن حياته حتى يؤدى الصلاه حتى يؤدى الصلاه مؤجله عن موعد أدائها..؟
وقد يقول قائل ؛ أحيانا أسمع أذان الصلاه وأكون فى عمل لا أستطيع أن أتركه فقد أكون فى اجراء جراحه ...أو راكبا طائره . ..
وانا اقول له :: أسألك بالله اذا كنت فى هذا العمل الذى تتخيل أنك غير قادر على تركه وأردت أن تقضى حاجه ..فماذا تصنع..؟
انك تذهب لقضاء حاجتك ..مش كده ولا ايه ..؟
فلماذا أستقطعت جزءا من وقتك من اجل أن تقضى حاجتك ..؟
وقد تجد قوما كافرين يسهلون لك سؤالك عن دوره المياه لتقضى حاجتك.
وساعه يراك هؤلاء وانت تصلى فانت ترى على وجوههم سمه الاستبشار لان فيهم العبوديه الفطريه لله ..
وتجد منهم من يسهل ذلك ويحضر لك ملاءه لتصلى فوقها ويقف فى ارتعاش سببه العبوديه الفطريه لله .
فلا تقل ابدا : ان الوقت لا يتسع للصلاه لان الله لا يكلف ابدا عبده شيئا ليس فى سعته ..
والحق كلف العبد بالصلاه ومعها الوقت الذى يسعها...
واضرب لكوا مثل ولله المثل الاعلى :
نحن نرى رئيس العمال فى موقع ما يوزع العمل على عماله بما يسع وقت كل منهم فما بالنا بالرب الخالق .؟؟
ولذلك يقول الحق:
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (2) و3 سوره الطلاق
والصلاه رزق عبودى يحررك من اى خوف وفضلها لا حدود له لان فارضها هو الخالق المربى فكيف تبخل على نفسك أن تكون موصولا بربك ؟؟
واخيرا اختم بحديث خطير فى صحيح البخارى عن خطوره ترك صلاه الجماعه :
618 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم: أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء).