محيط – زينب مكي
أكد المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سومافيا أن أن التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم هو توفير فرص عمل لائقة ،مؤكدا أن ظاهرة البطالة مشكلة عالمية تعاني منها كل الدول في العالم، لافتا إلى وجود نحو200 مليون عاطل حول العالم يمثلون نحو6.1% من حجم السكان العالمي.
وفي مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر العمل العربي في دورته الـ35 المنعقدة حالياً في بمدينة شرم الشيخ المصرية ،أشار سومافيا إلى وجود علاقة وطيدة بين عملية التعليم وتنمية القدرات، فكلما كان نظام التعليم أقوى كلما توافرت قدرات وقيادات أفضل.
وأكد أن لكل دولة حرية في اختيار قراراتها الذاتية الخاصة بخفض عدد العمال الأجانب لديها وإتاحة الفرص أمام المواطنين، لكنه انتقد نظام الكفيل لدى بعض الدول العربية.
كما تناول سومافيا النمو السكاني والقوى العاملة في الوطن العربي والذي بلغ عدد سكانه 338 مليون نسمة منهم 125مليوناً من القوى العاملة، وينتظر أن تنمو هذه القوى العاملة بمعدلات تزيد على 3.1% سنويا خلال هذا العقد وهو الأمر الذي يعني ضرورة إيجاد 3 ملايين و900 ألف وظيفة جديدة سنويا.
وأشار سومافيا بعد لقائه بمدير منظمة العمل العربية أحمد لقمان إلى انهما اتفقا على برنامج مشترك مع منظمة العمل العربية لبحث قضايا التشغيل والبطالة، وستحدد ملامحه خلال أيام، مشيراً إلى أن الدول العربية مطالبة بتوفير نحو 100 مليون وظيفة خلال السنوات العشرين المقبلة، وان لدى هذه الدول أعلى معدل نمو في العالم من ناحية القوى العاملة، ما يجعلها مطالبة بتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة للشباب.
كما بحث المدير العام لمنظمة العمل الدولية مع وزيرة القوى العاملة المصرية عائشة عبد الهادي، بروتوكول تعاون مشترك.
وقالت عبد الهادي إن منظمة العمل الدولية بدأت تنفيذ برامج مشتركة مع الوزارة بالتنسيق مع منظمة العمل العربية، تستهدف مواجهة مشكلة البطالة في العالم العربي وبحث سياسات التشغيل فيه.
وأكدت أن تنفيذ البرامج المشتركة بين المنظمة الدولية ومصر، يبدأ أوائل مارس المقبل، بهدف تعزيز ثقافة المفاوضة الجماعية في مواقع العمل وإرساء دعائم الحوار الاجتماعي، مضيفة أن مصر تلتزم تطبيق الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة العمل الدولية.
وأشار سومافيا ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري طيب لوح، إلى التطور الذي حققته الجزائر بعد ما جعلت من الحوار الاجتماعي محوراً أساسياً وأنجزت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، واعتبر أن أحسن وسيلة لإيجاد الحلول المناسبة لقضايا الاستثمار، هو الحوار مع أصحاب العمل.
ومن جانبه اقترح أمين اللجنة الشعبية للقوى العاملة والتدريب في ليبيا معتوق محمد معتوق، أن يصدر المؤتمر إعلاناً وليس قراراً حول التشغيل والبطالة في البلدان العربية (التحدي والمواجهة).
كما قترح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمين التنفيذي لـ "إسكوا" بدر عمر الدفع، في كلمة ألقاها، "إنشاء صندوق لمواجهة قضايا الشباب العربي خصوصاً قضية البطالة، يبدأ في تنفيذ عدد من المبادرات التجريبية في مراحله الأولى، على أن تُطوّر هذه المبادرات وتُنقّح بما يتلاءم مع الاحتياجات الخاصة لكل دولة".
كما طرح عمر إنشاء مرصد تكون مهمته رصد السياسات المتعلقة بالشباب، خصوصاً ما يتعلق منها بقضية البطالة، وتسجيل التجارب الدولية الناجحة وتكييفها لتناسب الظروف العربية، ودعم المؤسسات التي نجحت سياساتها في مواجهة مشاكل الشباب".