دولتنا تحارب الملتزمين !!

أخي شاب ملتزم ومتبع لسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. ولأنه يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا هو ملتحي و يرفع إزاره كما هو وارد عن السنة النبوية. إلا أن المشكلة تتمثل في أن دولتنا تحارب هؤلاء الملتزمين بحجة أنهم قد يشكلون تنظيمات سرية وبالتالي يشكلون خطرا على المجتمع ( علما بأنه وكثير من هم على شاكلته ليست لديهم أي أفكار سياسية أو تجمعات مشبوهة أو أفكار تكفيرية. من المسجد إلى البيت ومن البيت إلى العمل ). لذا قامت الدولة بفتح ملفات لكل من يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومطالبته بحلق لحيته أو تحويله إلى الإدارة الرئيسية في العاصمة حيث سيحلقون لحيته و يعذبونه وقد لا يرى النور مرة أخرى.
وقد أمر الوالد والوالدة أن يحلق لحيته أو يخفف فيها تلافيا للاعتقال والتنكيل إلا انه رفض وقد أدى هذا إلى اعتقاله .
سؤالي هو : هل يجوز شرعا للإنسان الملتزم بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم أن يخفف أو يحلق من لحيته لكي يتجنب الاعتقال والتنكيل. ارجوا الرد المفصل والواضح وبارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء .

الجواب

الحمد لله. أما بعد :
فقد قال الله تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقال ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"
فمن وجد المضرة والعنت جاز له ترك الواجب ومن ذلك حلق اللحية بل يجوز النطق بكلمة الكفر عند الإكراه ، فالاعتقال والسجن والتعذيب إكراه ولا شك .
لكن إن اختار الإنسان الصبر فذلك أفضل وأكمل إذا لم يخشى الفتنة في الدين .
وقد رخص الشارع في أفعال للمكلف أن يفعلها عند الضرورة , إلا أنه لو صبر المكره على تحمل الأذى, ولم يفعلها حتى مات , كان مثابا من الله تعالى , وذلك كالكفر بالله تعالى أو الاستخفاف بالدين , فإذا أكره الإنسان على الإتيان بشيء من ذلك جاز له الفعل متى كان قلبه مطمئنا بالإيمان , لقول الله عز وجل { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } .
ومن السنة ما جاء بإسناد صحيح عند الحاكم والبيهقي وغيرهما عن محمد بن عمار عن أبيه { أخذ المشركون عمار بن ياسر , فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير , فلما أتى النبي عليه الصلاة والسلام قال : ما وراءك ؟ قال : شر , يا رسول الله , ما تركت حتى نلت منك , وذكرت آلهتهم بخير , قال صلى الله عليه وسلم : فكيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئنا بالإيمان , قال صلى الله عليه وسلم : فإن عادوا فعد }.
والله أعلم

شكرا مودى